Connecté en tant que :
filler@godaddy.com
Connecté en tant que :
filler@godaddy.com
القصيدة:
"نعم،
تحاملوا ..
وقالوا لِمَا القصيد؟
ماَ الشّعر إلاَّ غواية الأشطر والكلمات
والقصيدة هي .. هي؛
فالقصيدة للعين ..
ما يُـلقى الفؤادُ وما لَقِي
والقصيدة للحبِّ ..
ما لم يبقَ مني وما بقي
ومن غير القصيدة،
ما كنتُ ممن ذاق
ودخَل الحب كُنهه وراق
ويدخُل الشوق قلبه ويشتاق
ولكن من يُبصرْ ماتٌخفيه الجٌفون ؟!
فبالألفاظ والكلمات يُبصر القلب
وبالأشطر والمعاني يسمو المقام
والقصيدة وحدها سيدة العشق
سيدة الأرض وسيدة المقام
وليس على هذه الأرض من غير القصيدة ما يمنح الحياة
فالقصيدة لا يعترضها غير الغزاة والجناة والطغاة
والقصيدة وحدها من تشهد على صفاء القلب والوجد
وتشهد على الذاكرة والدّمع والنبض
والقصيدة من تأبى الرياح والأمواج
وتأبى الهزيمة والنّسيان
وتبقى وحدها الريّ والتّراب والهواء
وتبقى الشَّـاهد والمبتغى
وتبقى النشيد ومعراج الأمل..
...!! "
عمر ح الدريسي
وإليكم الإعتقاد الوارد عند الدروز بالنسبه لتناسخ الأرواح ، حيث أن الدروز يعتقدون بالتناسخ والتقمص، أي بإنتقال النفس من جسم بشري إلى جسم بشري آخر، باعتبار أن النفس لديهم لا تموت، بل يموت قميصها (الجسم)، ويصيبه البلى، فتنتقل النفس إلى قميص آخر.
إذ يعتبر هذا المفهوم أحد أسس العقيدة الدرزية. ووفقًا لهذا الإيمان فإنّ روح الإنسان الدرزي تنبعث فورًا بعد موته في روح مولود درزي يتواجد في جسد إمرأة حامل، وبعد ولادته يذكر أحيانًا بعضًا من حياته السابقة. إنّ إيمانهم القويّ بتناسخ الأرواح يمثّل راحة من الحزن بسبب فقدان الحياة، ويعزّز هذا الإيمان التسامح والتضامن بين أبناء الطائفة الدورزيه، و الذين يعتقدون أنّهم يولدون واحدًا عند الآخر.
وفقًا لرؤية الدروز فإنّ الجسد هو كالثوب الذي تبدّله الروح. وإنّ إنعدام أهمية الجسد الحقيقية عند الدروز يظهر في غياب الحاجة إلى طقوس الدفن ، مثل شاهد القبر وزيارة قبر الميّت في مواعيد محدّدة أو حتى في جلب الجثة إلى مكان سكن أسرة الميّت. رغم وجود المقابر، فغالبًا ليست هناك شواهد قبور عند الدروز .
ويشير الاعتقاد بتناسخ الأرواح عند الدروز أيضًا إلى عدم جواز البكاء على الميّت، نظرًا إلى أنّ روحه قد أنبعثت في مولود جديد ممّا يجلب الفرح إلى أسرته.
ولكن هناك راي آخر عند بعض العلماء ، حيث يفسرون ظهور العبقريات المبكرة للأطفال، بأن هؤلاء الأطفال صغار الأجسام فقط، ولكن الأرواح التي حلت بهذه الأجسام كبيرة في السن و ذات نضج ، فبعض العلماء يرى أن النبوغ المبكر للموسيقار النمساوي (موتسارت) هو شيء من هذا، ويرى العالِم الأمريكي (إدجار وطسون) أن الطفل البلجيكي (أندريه لنور) لا بُد أن يكون نموذجًا حيًّا لهذه النظرية، فهذا الطفل كان في الثانية من عمره، وكان قادرًا على أن يعرف حاصل ضرب خمسة أرقام في خمسة أرقام، مع أنه لا يعرف الأرقام، ولا يعرف كيف يعد من واحد إلى عشرة!!
وقال العلماء كذلك أن الإنسان قد يتذكر حياته السابقة التي عاشها في جسد سابق، وفي سنة 1956م أصدر كاتب برازيلي كتابًا بعنوان (كانوا هناك.. وأصبحوا هنا) لمؤلِف أسمه " موري برنشتين " وأهم ما في الكتاب أن سيدة برازيلية قالت أنها كانت تعيش قبل ذلك (في حياة سابقة) في أيرلندا ، ولم يترك المؤلِف شيئًا من حياة هذه السيدة لم يعرضه على العلماء ، ثم سافر مع السيدة إلى أيرلندا، وتركها تتعرف على الأماكن التي عاشت فيها؟ ومن الغريب أن هذه السيدة كانت تدخل المتحف وتقول: هذه كانت موجودة في المكان الفلاني، وهذه كانت جزءًا من بيت فلان الفلاني ، وكان علماء الآثار يؤكدون كل ما تقول، مع أنها لم تترك البرازيل نهائيا .
بالأضافه إلي أن الذين يشتغلون بالتنويم المغناطيسي يواجهون الكثير من هذه الأحداث والنوادر، فمن الممكن أن يطلب المنوّم المغناطيسي إلى الشخص الذي نومه أن يعود إلى فترة طفولته، ويروي ما حدث في ذلك الوقت، ويفاجأ المنوم المغناطيسي بأن طفولة هذا الشخص النائم كانت في القرن العاشر أو الحادي عشر، أو كانت قبل الميلاد ، ثم أنه يروي أحداثًا عجيبة وبلغات لا يعرفها ذلك الشخص نهائيا إذا صحا من النوم .
ويقول العلماء أيضا أن تناسخ الأرواح يعطيها فرصة جديدة للتكفير عن آثامها وخطاياها السابقة، أي لسداد ديون الماضي، وتحسين الوضع الحالي للحصول على التطور والارتقاء، ووسيلة للحصول على المزيد من المعرفة الاختبارية، وفي إعادة التجسد تقوم الروح برسالة معينة بين البشر، مثل إنسان يأتي من سفر بعيد إلى بلاد فقيرة نائية بهدف تأدية رسالة معينة، ويقولون أيضًا في عودة التجسد تتخطى الروح الفروق الجنسية، فمن الممكن أن إمرأة في حياة سابقة تتجسد في شكل رجل، ولذلك يغلب عليه طابع الأنوثة، وإذا حدث العكس تجد المرأة يغلب عليها ملامح وخشونة الرجال .
وروى الصحافي الهندي وكاتب القصص البوليسية المعروف كريم راسن شوهان انه ألتقى يوما بالصبي تراجيت من عائلة سنغ ، والذي قال له بإنه كان في الحياة الأخرى ويتذكر الكثير منها. واخبرته عائلة الصبي إنه ومنذ كان عمره عامين يتحدث عن حياته الأخرى، وهرب من المنزل ليبحث عن بيته الأول، وهو يعرف في أي قرية كان يسكن يومها ويعرف اسم امه وأبيه ومدرسته التي تعلم فيها ، وقال إنه ركب في حياته الأخرى في ال10 من شهر أيلول(سبتمبر) عام 1992 الدراجة متجها إلى البيت ، فصدمه شاب كان يركب دراجة نارية فأصيب نتيجة ذلك بجروح في رأسه ، وفي اليوم التالي توفي ، وقال أبوه الحالي رانجيت سنغ أن الصبي كان يصر على أقواله مما دفعه وزوجته للذهاب إلى القرية التي يقول أنه ولد فيها ، في البداية لم يجد أحد يصادق على قول إبنه أ يعطى أوصاف لوالديه في حياته الاولى كما يدعي ، لكن نصحه أحد السكان بالذهاب الى القرية المجاورة والتحدث مع معلم المدرسة الذي أكد له وقوع حادثة الدراجة النارية، كما وجد عنوان الوالدين ،
وكانت المفاجاة الكبيرة عندما ألتقى تراجيت سنغ والده في الحياة الأولى ، فذكره بأن كتبه بعد الحادثة كانت ملوثة بالدماء ، وقال له أيضا كم من المال كان بحوزته يومها، وبكت أمه من الحياة الاولى وحملت له الكتاب الملوث بالدم والدراهم وأحتفظت بهما كذكري، وعندما عرض على الصبي صورة زفاف والديه في الحياة الأولى عرفهما بسرعة رغم تقدم السن .
ولم يصدق الكاتب ما يسمعه أو يرفض ذلك ، لكنه كان فضوليا وأراد معرفة الموضوع كله حتى النهاية ، فزار العائلتين كل واحدة على حدا في القريتين بعد ذلك ، وسمع نفس القصة وأكد مالك مزرعة بالقرب من مكان الحادثة على قول الصبي قبل مقتله بوجود دراهم في محفظته تساوي ثمن الكتاب الذي أشتراه منه بالدين ويبدو أنه كان آتيا اليه كي يسدد ثمنه .
كما تأكد للصحفي راسن شوهان أن الصبي إبن عائلة سنغ لم يذهب قط الى المدرسة لان أسرته فقيره جدا، لكن عندما طلب منه كتابة الأحرف الأبجدية اللاتينية والبنجابية كتبها من دون أي اخطاء ، إضافة كتابته إلى الكثير من الكلمات الصعبة أيضا ، وقارن خطه مع خط الولد الذي توفي في الحادثة فلم يميز بينهما أبدا ، وحسب قوله كخبير علم الجرائم لا يمكن أن يكون لشخصين نفس الخط لأن كل يد لها خصوصياتها في الكتابة ، وهذا ما يسهل كشف عمليات الغش والتزوير. وأخبره احد معتنقي التقمص ان الروح عندما تتمقص جسدا اخرى تاخذ معها خصال الجسد الاول ايضا خاصية خط اليد. ومن اجل التاكد اخذ الكاتب خط الصبي والشاب المتوفي وفحصها لدى خبراء خط فاتضح انها من يد واحدة.
والقصة الاخرى حدثت في شمال الصين، إذ أن رجلا وزوجته كان يلبيان كل رغبات إبنهما الضعيف والمريض دائما ،وبعد أن زاد ضعفه وشارف على الموت طلب منهما أن يذبحا له الحصان ، و كان ذلك الحصان هو كل ما يملكان عندهما ، وذلك حتي يأكل الولد لحمه ، لكنهما رفضا ذلك. وفي يوم أصر الولد على طلبه بإلحاح شديد عليهما بقوله سوف أموت لذا أريد أن آكل قطعة من لحم الحصان الآن وإلا سيكون الوقت متأخر وسأموت قبل ذلك ، وخوفا عليه ذبحا الحصان وطبخت الأم اللحم وقدمته الى إبنها وبعد ان أكل مات بعد ساعات
قليلة ، وبعد الدفن أتى اليهم راهب بوذي عرف القصة من دون أن يروها أحد له ، وقال لهما أن
أبنهما كان ابن اعائلة غنية وعندما بلغ ال18 سنة من العمر ذهب مع عائلته لزيارة أقارب له ذبحوا حصانا تكريما لهم ، إلا أن الشاب أصيب بسهم قتل فيه وكان راغبا في أكل لحم الحصان ، ووصف الراهب الولد والشاب فأتضح أن لديهما نفس العلامات على جسميهما، والشبه في العادات متقاربة إلى درجة غير عادية.
وفي كتابه الاخير عن التقمص وتناسخ الأرواح أورد الكاتب الامريكي وعالم النفس كارتر فيبس العديد من الروايات عن التقمص ، من أهمها ما حدث لجيمس ليننيغر الذي ولد بحالة نفسية وجسدية جيدة، وعند بلوغه العامين أظهر شغفا وولعا بالطائرات بشكل غير عادي وكان يرفض اللعب بأي لعب اخرى مثل الاطفال مما أقلق والديه. وكان يستيقظ دائما ويروي لوالدته الكوابيس التي كان يراها وبأن الطائرة قد هوت والرجل الصغير القامة فيها لم يتمكن من الخروج منها ، وتساءلت والدته بعد ذلك إذا كان حب إبنها جيمس للطائرات يخفي أكثر مما تراها أو تسمعه منه، أم أن ما يرويه ليس سوى من مخيلة طفل ،
وتذكرت يوما أنها اشترت له طائرة عسكرية تحمل تحت جناحها حسبما إعتقدت صاروخ فصحح لها إبنها معلوماتها وقال ، يا أمي هذه ليس صاروخ بل خزان الوقود ، ولم تشهد هي نفسها من قبل خزان وقود طائرة ، فكيف لطفل في الثانية من عمره التفريق بين الخزان والصاروخ ،
ومع الوقت بدا جيمس يصاب بالمزيد من الكوابيس و يقصها على والدته إضافة الى قصص من حياة في الماضي ، وقال يوما لوالديه بأنه كان قائد طائرة في سلاح الجو الاميركي فوق حاملة الطائرات إسمها Natoma، حتى أنه تذكر اسمه صديقه على السفينة وكان إسمه جاك لارسون، مما أصاب الوالد بالقلق وقرر أن يبحث القضية بعمق أكثر ، وبالفعل حصل على معلومات مذهلة ، فحاملة الطائرات الاميركية ناتوما كانت بالفعل متمركزة في المحيط الهادي والصديق لارسون الذي ما زال حيا ويسكن في كانساس كان على متنها ،
وفي يوم من الايام وفي الوقت الذي كان يقلب فيه جيمس مع والده صفحات كتاب عن الحرب العالمية الثانية وضع أصبعه على صورة لجزيرة يابانية وقال إسمها من تردد ، أنها جزيرة Iwo Jima وأنه أطلق على طائرته صاروخ فوقعت فوق هذه الجزيرة بعد أن أصيب محركها مباشرة، فأصبح الوالدان أكثر تحمسا لمعرفة ماضي إبنهما وهل له حياة سابقة حقيقة، وإذا كان ذلك فكيف كانت ، ولاحظا أنه عندما يلفظ إسمه كان يقول جميس الثالث، فبحث الوالد في لائحة أسماء الذين كانوا فوق حاملة الطائرات وسقطت طائرته في الجزيرة اليابانية فعثر على إسم جيمس م. هيوستين جنيور وهو من الجيل الثالث في العائلة ، وقتل بالفعل في اليابان عند إصابة طائرته خلال الحرب.
ومن العلماء الألمان الذي أنشغلوا بقضية التقمص وتناسخ الأرواح عالم الانتروبوزوف رودولف شتاينرز ، والذي قال في محاضرة له قبل عشرة أعوام في ميونيخ وألحقت بملفات علم النفس وحالات الغيب ، أن الكثير من المشاهدات أكدت صحة إعتقاد البوذيين والهندوس بالتقمص أو انتقال الروح من جسد توفي إلى جسد آخر في الوقت المناسب، وإلا فاين تذهب الروح بعد مغادرتها الجسد ، إنها تحوم في الفضاء باحثة عن جسد لها لأنها لا تفنى.
ولكن للأديان السماوية رأيا آخر ، ففي المسيحيه، يقول قداسة البابا شنوده الثالث ، لا تؤمن المسيحية بتجسدات متعددة للروح بعد الموت، وحيوات متتابعة للإنسان كما ينادي بذلك هؤلاء العلماء حاليًا، وكما نادت بذلك الديانات الهنديَّة والبوذيَّة، وبعض الفلسفات مثل الأفلاطونيَّة الحديثة والأوريجانيَّة والفيثاغوريَّة وغيرها ، بل إن تعليم الكتاب المقدَّس واضح في قوله " وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة " (عب 9: 27) وعبارة "يموتوا مرة" تنفي نظرية "الحيوات المتتابعة" التي ينادي بها أولئك الذين يقولون أن الروح البشرية بعد مفارقتها للجسد تعود إلى تجسد آخر متحدة مع إنسان آخر أو حيوان، وربما تدخل تجسدات عديدة، مرة كامرأة، وأخرى كرجل، مرة كطفل، أي تتجسد ثم تموت ، ثم تتجسد مرة أخرى وتموت ،
و يضيف قداسة البابا شنودة الثالث ردًا على ظاهرة الأطفال العباقرة والنابغين في علم معين ، أن المشتغلون بعلم الأرواح، و المعتقدون بعودة التجسد، يحاولون إثبات عودة التجسد بوجود بعض أطفال عباقرة ، أولئك الأطفال من عمرهم المبكر جدًا أمكن أن يكونوا نابغين جدًا، وبخاصة في الموسيقى مثلًا ، إذ ألف بعضهم سيمفونيات موسيقية وبعضهم نبغ في الأدب والشعر، بما يفوق طاقة سنه بكثير ، والبعض في مجالات أخرى من النبوغ ،
وهم يرجعون ذلك إلى أن هذه المهارات كانت لهم في حيوات سابقة ، أي أن أشخاصًا نابغين من الذين ماتوا قبلًا، عادوا مرة أخرى إلى التجسد في شخصيات أولئك الأطفال ،
وهنا يرد البابا شنودة الثالث على ذلك بالنقاط الآتية:
1- بعض من هؤلاء الأطفال نالوا نبوغهم عن طريق الوراثة وكثير من العلماء يقولون إن الموسيقى بالذات هي من أكثر الفنون التي ترتبط بالوراثة، فالموسيقي المعروف موزارت الذي نبغ في الموسيقى منذ طفولته ينحدر من أسرة نابغة في الموسيقى، ومثله أيضًا الموسيقي النابغة باخ الذي نبغ في أسرته موسيقيون في أجيال متتابعة ،
فإن كان أحد الأطفال قد ورث نبوغًا في فن ما عن أحد والديه، أو عن الوالدين معًا، فلا داع مطلقًا أن يعزى ذلك إلى أن أحد النابغين القدامى قد عاد إلى الحياة وتجسد فيه.
2- نقطة أخرى وهي إرجاع النبوغ إلى موهبة من الله: ليس كل إنسان فنانًا، إنما توجد قلة من الناس لها موهبة الفن، وقد منحهم الله هذه الموهبة فيعطي البعض موهبة الموسيقى، والبعض موهبة الشعر والأدب، والبعض موهبة الغناء، والبعض موهبة الرسم أو النحت وهكذا ،
والله المعطي، لا مانع من أن يهب الموهبة للصغار كما يهبها للكبار، وغالبًا ما يولد الإنسان والموهبة كامنة فيه، تظهر فيما بعد حسب الظروف المتاحة، أو يكتشفها في هذا الطفل أحد الكبار أو المتخصصين في وقت ما.
3- أما إن كان أحد الموتى قد عاد إلى التجسد في هذا الطفل النابغ، فإن إعتراضات كثيرة تقف ضد هذا الأمر، منها أن الموسيقي العبقري الذي مات وعاد إلى التجسد، هل عاد فقط إلى التجسد بموهبة الموسيقى فقط، أم إن روحه عادت إلى الحياة بكل معارفها، وكل خبراتها، وكل ما أكتسبته قبلًا طوال حياتها الماضية من فكر وما كان فيها من رغبات؟!
فالطفل العبقري
لماذا لا يأخذ الكثير من المواهب من الحيوات الماضية –كما يقولون– لماذا لم يأخذ سوى الموسيقى !!! لماذا لم يأخذ اللغة أيضًا !!! لماذا لم يأخذ المعرفة !!!! أليست الروح التي عادت إلى التجسد كان لها كل هذا!! لماذا لم ينطق الطفل حال ولادته !!! لماذا لم يتحدث عن خبراته؟! لماذا لم يظهر فيه ذكاء الرجل الذي مات وعاد إلى التجسد؟!
أم إن الروح التي عادت للتجسد تؤخذ منها كل معارفها، ولا تبقى لها سوى موهبة الموسيقى أو الشعر فقط ؟! أليس هذا ضد المنطق .
أما عن رأي الإسلام في تناسخ الارواح :
فيؤكد أن هناك بعض الأقوام أصحاب المعتقدات المضلله والتي تتحدث عن تناسخ الأرواح والتقمص وحلول الروح في عدة أجساد قبل تطهرها ؟؟؟ ويستدلون على ذلك بآيات من القرآن (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) [سورة الفجر: الآيات 27-30] ، وهنا يوضح الإسلام حقيقة هذا الأمر موضحا : أنه ومنذ بدء الخليقه، ومنذ آلاف السنين و الشيطان يحاول إغواء الناس وأتبع أساليب كثيرة لتحقيق أهدافه ليضل الناس عن طريق الله وينفذ قوله عندما قال: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [الحجر: 39-40] ،
وايضا قال إبليس: (وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ) [النساء: 118-119] ،
وذلك ليبعد الناس عن الحق، ويخرجهم من النور إلى الظلمات، فجعلهم يبتدعوا الأساطير ومنها أسطورة تقمص أو إستنساخ الأرواح ، وهي فكرة أوحاها الشيطان لأوليائه ليوهمهم بأنه لا توجد حياة بعد الموت، وأن الروح تنتقل من إنسان لآخر.
والآية التي يستدلون بها على صحة معتقدهم الباطل المضلل هي قوله تعالى مخاطباً النفس المطمئنة: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي)، وفسروها على أنها إشارة إلى إنتقال الروح من الميت إلى جنين في بطن أمه أو إلى حيوان أو غير ذلك ، ومع أن الآية واضحة في حديثها عن النفس وليس الروح ، (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ)، فالروح لا تنتقل من شخص لآخر وهي أمر من الله: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85] ،
أما النفس فهي التي تتذوق الموت، و يقول تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران: 185] ،
والنفس هي التي تُحاسب يوم القيامة، يقول تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281] ،
ولذلك نجد الكثير من الناس يخلطون بين مفهوم النفس والروح، والقرآن يفرّق بينهما بوضوح، فقد ذكرت النفس في مئات المواضع من القرآن، نجد أن الروح لم تُذكر إلا 23 مرة (بعدد سنوات نزول القرآن) ، وقد سمَّى الله القرآن بالروح، يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الشورى: 52].
أما قوله تعالى للنفس المطمئنة: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي) أي فأدخلي بين عبادي ، وجاءت كلمة (فِي) هنا لتعبر تعبيراً دقيقاً عن محبة عباد الله الصالحين بعضهم لبعض وحرصهم على بعض حتى يصبحوا كالجسد الواحد ، ولذلك فإن سيدنا سليمان عليه السلام لم يقل: وأدخلني برحمتك بين عبادك الصالحين إنما قال: (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)، وهذا لا يعني أن سيدنا سليمان طلب من ربه أن يدخله داخل العباد الصالحين ، إنما أن يدخله بينهم ويكون واحداً منهم.
ولذلك فإن الله يدخل كل نفس مطمئنة في عباده الصالحين يوم القيامة، ويدخل كل نفس ظالمة في جهنم لتُعذب مع الكافرين والملحدين والمستهزئين، يقول تعالى: (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [الرعد: 49-51] ،
نسأل الله تعالى أن ينجينا من عذاب يوم القيامة.
أما الدليل العلمي على أن التقمص والإستنساخ لا أساس له، فحتى هذه اللحظة لم يكتشف العلماء أي ظاهرة تشير إلى تقمص الأرواح أو تناسخها أو حلولها في المخلوقات، بل بمجرد أن يموت الإنسان فإن جسده يبدأ بالتحلل وليس هناك أي شيء يمكن معرفته بعد الموت، ولذلك فإن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يصف لنا مرحلة ما بعد الموت بدقة مذهلة.
فهناك تجارب يقوم بها العلماء اليوم لإكتشاف أسرار الموت، ويزعمون أن بعض المرضى قد مرّوا بتجربة الموت المؤقت ورأوا نفقاً في نهايته نور، ومنهم من يعتبر أن الموت عبارة عن عملية تحلل طبيعية للجسد وإنتقاله من شكل لآخر (كما يدعي بعض الملحدين)، ونقول بأن جميع التجارب لن تسفر عن أي شيء، لأن الله جعل بعد الموت برزخاً لا يستطيع أحد اختراقه، فيقول تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100] ،
فهذه الآية دليل على أن من يموت لن يرجع إلى الحياة مرة أخرى (إلا في بعض المعجزات مثل معجزة سيدنا المسيح الذي كان يحيي الموتى).
وخلاصة القول أن تناسخ الأرواح ليس صحيحاً ، فهو مجرد إدعاءات باطله ، ومجموعة من الأكاذيب و أقوال واهيه ومهاترات ، ولا يوجد برهان علمي أو شرعي عليها، بل كل ما يُروى بشأن ذلك هو قصص وتخيلات لم يقم الدليل العلمي عليها ، وليس من الممكن أن يحاسب الله نفساً بالنيابة عن نفس أخرى أو يحلّ نفساً مكان نفس ، و يقول تعالى: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) [النجم: 38-41] ،
فهذا النص الكريم يدل دلالة قطعية على أن كل نفس ستحاسب عن نفسها وأن منتهى الأنفس إلى الله تعالى وليس إلى كائنات أخرى ،
و يقول عز وجل: (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [النحل: 111] ،
لذلك فهناك قوى خارقة وطاقات كامنة سخرها الله للبشر، مثلاً أعطى الله طاقات خارقة لسيدنا سليمان عليه السلام فسخر له الريح والجبال والشياطين والجن والطير ، وهناك معجزات أعطاها الله لأنبيائه، وهناك قدرات فائقة يمنحها الله لبعض من عباده سواء المسلمين وغير المسلمين مثل الكرامات ، حيث يمكن أن يمنحهم الله تعالى قوة خارقة ليختبرهم بها ، ولذلك فإن التقمص أو التناسخ لم يُبنى على أساس علمي، ولو أننا نرى بعض الظواهر الخارقة لبعض الأطفال والتي لم يتمكن العلماء من تفسيرها علمياً، فهذه تبقى حتى يكشف العلم شيئاً بخصوصها.
أما ما جاء من جدال حول معنى الآيه القرآنية الكريمه ( كيف تكفرون بالله وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ فهذا تفسيره كما قال علماء المسلمون ،
﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ﴾ قال ابن كثير في تفسيره:
﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ﴾ أي: كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره
﴿ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ﴾ أي: قد كنتم عدمًا فأخرجكم إلى الوجود،
كما قال تعالى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ ﴾ [الطور: 35، 36]،
وقال ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان: 1] والآيات في هذا كثيرة.
﴿ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ ذكر ابن العثيمين في تفسيرها - رحمه الله -: ﴿ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا ﴾: وذلك قبل نفخ الروح في الإنسان ، ﴿ فَأَحْيَاكُمْ ﴾ أي بنفخ الروح ،
﴿ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ﴾ ثانية ، وذلك بعد أن يخرج إلى الدنيا ،
﴿ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ﴾ الحياة الآخرة التي لا موت بعدها ،
﴿ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾: بعد الإحياء الثاني ترجعون إلى الله، فينبئكم بأعمالكم، ويجازيكم عليها .
في نفس الوقت فقد فرق القرآن الكريم بين النفس وبين الروح ، إنَّ كلمتَي الروح والنفس ترددتا في آيات كثيرة في القرآن الكريم، وكثر ورود الكلمة الأخيرة وهي النفس مفردة ومجموعها في القرآن قرابة الثلاثمائة مرة أو تزيد، ولا يعقل أن يأتي ذكر كلمة واحدة 300 مرة على إعتبار أنها مرادفة لكلمة أصلية هي كلمة الروح، وهنا من ظاهر القرآن الكريم أن هناك نفسا وهناك روحا ، وأن الروح عندما تخرج من جسد الإنسان لا يعلم أمرها الا الله، ويبقي الجسد الميت الفاني،
وهنا يبقي لغز الروح وفكرة النفس وهو ما بنى عليه البعض فكرتهم حول أنَّ روح ألأنسان تعود إلى الحياة في الأرض عدة مرات حتّى يتصفّى من الذنوب ، وهى الفكرة يزعمون إنها تستند لنصوص من الأصول الإسلامية ، وعلى الرغم من تخوف رجال الدين من بحث موضوع رحلة الأرواح بعد الموت ، وتقيد حركة البحث الروحاني بدعوة الآية الشريفة { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } ،
إلا أنه أوجدت العديد من التساؤلات التي تخص عالم الروح ولكن لا أحد يستطيع الإجابة عليها ، لأنها في علم الله .
ولذلك فإن أصحاب تناسخ الأرواح قد خلفوا وراءهم منهج خاص بهم ، وزينوا لأنفسهم الضلالات وأمرجوا أنفسهم في الشهوات، وزعموا أن السماء خاوية، ما فيها شئ مما يوصف ، وأن مدبر هذا العالم في صورة المخلوقين ، بحجة من روي: أن الله عز وجل خلق آدم على صورته ، وأنه لا جنة ولا نار، ولا بعث ولا نشور، والقيامة عندهم خروج الروح من قالبه وولوجه في قالب آخر ، إن كان محسنا في القالب الأول أعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلا درجة في الدنيا ، وإن كان مسيئا صارت روحه في بعض الدواب المتعبة في الدنيا، أو هوام مشوهة الخلقة، وكذلك فإنه ليس عليهم صوم ولا صلاة ولا شئ من العبادة أكثر من معرفة من تجب عليهم معرفته، وكل شئ من شهوات الدنيا مباح لهم مثل النساء و زنا المحارم وغيرها من الكبائر التي حرمها الله سبحانه وتعالى .
لذلك فإن فالفكرة المثيرة دائماً عند هؤلاء الملحدين والتي هي محط إهتمام هؤلاء الفلاسفة منذ قديم الازل ، بل ومازالت محل إهتمام كل من يبحث عن الجديد، وأيضا أصبحت هي الحل لكل لمعضلة ، ألا وهي البحث عن العدل عند هؤلاء الملحدين ، وتلك الفئة التي لديها شبهات عن العالَم الماورائي، أو فيما نؤمن به و هو البعث والجنة والنار ، لذلك فإن تناسخ الارواح يحل هذه المعضلة عندهم بشكل كبير، ويربط بين جوانبها بطريقة تُقنعهم ، حيث يقدم لهم حياه أفضل في أجساد أفضل لها مستوى إجتماعي وثقافي وصحي ومادي وعلمي أفضل ، ويعوضهم عن أي معاناه أو فقر أو جهل أو مرض قد تكبدوه في حياتهم الأولى قبل أن تتناسخ أرواحهم وتنتقل إلي جسد آخر بعد موتهم كما يعتقدون .
هبة عبد الفتاح
توقيت ذكي اختارته شركة روتانا لإطلاق "أغنية سيد الغرام" باللهجة المغربية يوم الجمعة الماضي التي جمعت بين الفنانة المغربية أسماء لمنور والفنانة السورية أصالة نصري والتي لاقت نجاحا كبيرا وحققت نسبة مشاهدة عالية خلال يوم واحد بعد صدورها.وديو أغنية سيد الغرام لفنانتين كبيرتين هو مؤشر نجاح، وأن تغني أصالة باللهجة المغربية هو تحد جميل يتناسق مع رغبة العديد من الفنانين العرب في التغني بهذه اللهجة إرضاء لجمهور مغربي عريض وذواق. الجميل في الأغنية التي كتب كلماتها محمد المغربي، هو أنها تتحدث عن الحب وعن أفراحه وعذاباته بشكل موسيقي جميل جدا تظهر فيه الطبوع المغربية في أحلى حلة، خاصة أن الأغنية اعتمدت مقامات متنوعة (نهاوند و كرد)كدلالة على غنى الفن المغربي وعلى رغبة الفنانة اسماء لمنور والملحن مهدي مزين في إبراز اجمل ما في الموسيقى المغربية لسحر الجمهور العربي الذي صار متعطشا لمعرفة المزيد عن تاريخ المغرب وعاداته وثقافة أهله. الأمر الذي نجح فيه فعلا فريق العمل بأكمله. فالعمل هو جهد متكاتف ومتناغم تألقت فيه الفنانتين أداء واستمتع الجمهور فيه بكلماته الجميلة والمعبرة ولمع فيه صانعوا الديكور والملابس فكان عبارة عن لوحة فنية ذكرتنا بمجد الأندلس والمملكة المغربية وبتلاقح الثقافات بهذين البلدين ، فجاءت الحلي والملابس ذات الطابع المغربي/الأندلسي كعامل مساعد وقوي لفكرة انتصار الحب وميلان النفس البشرية إلى عيش حالة الغرام بدل اعتزاله، فكانت الألوان المختلفة للمجوهرات المغربية تنطق بسلطان هذا الإحساس الذي سيطر على صوتي أسماء وأصالة وهن يتغنين بحفاوة بكلمات الأغنية في ديكور جميل يذكرنا بفخامة أعراس المغاربة واحتفائهم بالحب والحياة.بالأغنية ظهر بقوة إحساس أسماء لمنور بالكلام وكأنها تمثل الجانب الإيجابي للحب ، في حين برز صوت أصالة القوي وكأنه يغني للعنف الجميل الذي يمنحه الحب لمن يعيشه بعذاباته وأفراحه، فجاء الديو ممتعا لذيذا يذكرنا بخاصية" الحلو والمالح "في الطعام المغربي التي تميز المطبخ المغربي.ختاما أحب أن أشير إلى أن نجاح هذه الأغنية هو نجاح عمل دؤوب حرصت عليه الفنانة أسماء لمنور منذ ذهابها إلى الشرق (شأنها شأن فنانين مغاربة ذهبوا بعدها)، جعل رحلتها إلى هناك مهمة "وطنية" جذبت الشرق كله إلى المغرب الذي شجع بدوره عبر مهرجانات كبيرة كل فناني العالم العربي على القدوم إليه والتعرف على ثقافته وبالتالي التغني بلهجته.التاريخ لا يتسم بالجمود بل بالتغير والتطور، والحاضر يقول بأن دور اللهجة المغربية في السطوع والتألق حان، فجاءت أغنية "سيد الغرام" لتقول بأن التغني باللهجة المغربية هو تحد جميل وساحر وليس فقط مجرد تحد عابر لتفتح الباب على مصراعيه للتغني بهذه اللهجة بجمالية فائقة بعد محاولات عديدة قام بها فنانون عرب كثر. فوزية تادري
توقيت ذكي اختارته شركة روتانا لإطلاق "أغنية سيد الغرام" باللهجة المغربية يوم الجمعة الماضي التي جمعت بين الفنانة المغربية أسماء لمنور والفنانة السورية أصالة نصري والتي لاقت نجاحا كبيرا وحققت نسبة مشاهدة عالية خلال يوم واحد بعد صدورها.وديو أغنية سيد الغرام لفنانتين كبيرتين هو مؤشر نجاح، وأن تغني أصالة باللهجة المغربية هو تحد جميل يتناسق مع رغبة العديد من الفنانين العرب في التغني بهذه اللهجة إرضاء لجمهور مغربي عريض وذواق. الجميل في الأغنية التي كتب كلماتها محمد المغربي، هو أنها تتحدث عن الحب وعن أفراحه وعذاباته بشكل موسيقي جميل جدا تظهر فيه الطبوع المغربية في أحلى حلة، خاصة أن الأغنية اعتمدت مقامات متنوعة (نهاوند و كرد)كدلالة على غنى الفن المغربي وعلى رغبة الفنانة اسماء لمنور والملحن مهدي مزين في إبراز اجمل ما في الموسيقى المغربية لسحر الجمهور العربي الذي صار متعطشا لمعرفة المزيد عن تاريخ المغرب وعاداته وثقافة أهله. الأمر الذي نجح فيه فعلا فريق العمل بأكمله. فالعمل هو جهد متكاتف ومتناغم تألقت فيه الفنانتين أداء واستمتع الجمهور فيه بكلماته الجميلة والمعبرة ولمع فيه صانعوا الديكور والملابس فكان عبارة عن لوحة فنية ذكرتنا بمجد الأندلس والمملكة المغربية وبتلاقح الثقافات بهذين البلدين ، فجاءت الحلي والملابس ذات الطابع المغربي/الأندلسي كعامل مساعد وقوي لفكرة انتصار الحب وميلان النفس البشرية إلى عيش حالة الغرام بدل اعتزاله، فكانت الألوان المختلفة للمجوهرات المغربية تنطق بسلطان هذا الإحساس الذي سيطر على صوتي أسماء وأصالة وهن يتغنين بحفاوة بكلمات الأغنية في ديكور جميل يذكرنا بفخامة أعراس المغاربة واحتفائهم بالحب والحياة.بالأغنية ظهر بقوة إحساس أسماء لمنور بالكلام وكأنها تمثل الجانب الإيجابي للحب ، في حين برز صوت أصالة القوي وكأنه يغني للعنف الجميل الذي يمنحه الحب لمن يعيشه بعذاباته وأفراحه، فجاء الديو ممتعا لذيذا يذكرنا بخاصية" الحلو والمالح "في الطعام المغربي التي تميز المطبخ المغربي.ختاما أحب أن أشير إلى أن نجاح هذه الأغنية هو نجاح عمل دؤوب حرصت عليه الفنانة أسماء لمنور منذ ذهابها إلى الشرق (شأنها شأن فنانين مغاربة ذهبوا بعدها)، جعل رحلتها إلى هناك مهمة "وطنية" جذبت الشرق كله إلى المغرب الذي شجع بدوره عبر مهرجانات كبيرة كل فناني العالم العربي على القدوم إليه والتعرف على ثقافته وبالتالي التغني بلهجته.التاريخ لا يتسم بالجمود بل بالتغير والتطور، والحاضر يقول بأن دور اللهجة المغربية في السطوع والتألق حان، فجاءت أغنية "سيد الغرام" لتقول بأن التغني باللهجة المغربية هو تحد جميل وساحر وليس فقط مجرد تحد عابر لتفتح الباب على مصراعيه للتغني بهذه اللهجة بجمالية فائقة بعد محاولات عديدة قام بها فنانون عرب كثر. فوزية تادري
بعد غياب في النسيان
أحني اليوم للدهر، هامتي
و أعلل النفس الظمأى
و أحكي الأحلام حقيقة
لا أبالي
أخال أني غريبة
حتى إذا ما قرت النفس
غدا الصمت حال لساني،
و غذى الرضا طبعي.
و طوقت شجون قلبي
و ما شيء، أعوذ به
سوى حزني الجميل.
يا للخواطر كالحات،
تشدو الأسى
و أنا أصم الأذان
و أغدي بالرجاء كياني
و لربما أستطيع بفكر يأتي عرضا،
أن أطلق النفس من حسرتها،
و قوتي الكبرى من ذلتها،
و أغنيتي من إسار الصمت.
أشجان عهد مضى
أنين عهد،
لست أعتب،
أنه أفنى بهجتي
بل يا ليت لي عين،
تنظر عمق الليل
تستجلي دواجيه،
و يا ليت لي غير هذا الألم الدفين،
و هذه الرعشة تنثال على هذه الروح
أبد الزمان،
فتئن وضيعة، خفيضة،
و يا ليت لي بثورة عاتية،
أبثها على الكون
تتفتق منه البراعم مزهرات،
إيقاع تنهيدات زرقاء،
نجوم خافتات،
تطفو على السماء العتيقة.
في المساء،
بين جدران قلبي السوداء
أبدا تزأر رياح الله الموحشة.
منسية أنت أيتها الحياة
طعم الهواء مر في فمي
و الخطى متحجرة،
و من الوادي المظلم
شمس تنهض،
تحرق الأشجار،
في الغابة،
رجل أسمر يخنقه ملاك
آه كم هي فارغة نظرات الموتى الأعزاء.
الصمت شاحب،
و في المجاري تغرق المياه البيضاء.
و هادئا ،
ترحل مع ثورتي.
و كزهرة الخريف تنحني
و تحترق كجذوة حمراء.
أشعلك متى أشاء،
و أطفئك متى أشاء.
فاطمة البسريني
لو تخيلت جمال
الطبيعة
ولمست أغصان
الخريف
بإحساس
أصمت.؟ أتأمل..
دندنة وتر ،
وعود
وكف بأخماس
وحنة مطرزة
بخيوط
ألماس
اجتمعت بعبق
الورود نثرا
عطرا
وزهرة في
مكناس
فيا عبق خريف مكناس
ومشاعري
والإحساس
يأكل الجمال
ياحرير
السندس
والمساس
يأكل الدنيا
جمالا
أن كنت
في بغداد
أو في دمشق
أو في مصر
أم الدنيا
أشغاف قلبي
تطير بشوق
وأشعر
أنني عباس
أبن فرناس
وضع الفؤاد
بخريف
سامي ال سعود
تتعثر الحروف
على ضفاف القلق
وهذا الصباح الساكن
وحدة،صمتا،،أشعت
كحديقتي المهملة
يغازل المحال،
و نقر الثواني،
يذيب
صقيع المكان ،
لكي لا أوقظ الحنين،
أسير بمهل
على رؤوس أصابعي
أربث على زمن أجوف
أسد رمق انتظار طال
بحلم
في صحوة الجفون
قد يحملني للأمل، .
استراسبورغ، 16 ابريل 2024
سعدية بوفاتي
صَوْتُهُ صَارِخٌ في البَرِّيَّةْ:
لِطَرِيقِي أَقِيْمُوا الطُّرُقْ
هٰكَذَا كَانَ يَلْبَسُ مِنْ وَبَرٍ إِبِلًا،
وعَلَى حَقْوَيْهِ تَـمَنْطَقَ مِنْ جِلْدٍ صَحْراءَ الرُّبْعِ الخالِـي،
قِراهُ جَرَادُ قُرانا،
ومِن عَسَلِ البَرِّ،
عَبَّ وَرِيْدَ الجَحِيْمِ، ضُحًى، وانْطَلَقْ!
2
:- يا فِراخَ الأَفَاعِي،
لَسَوْفَ يُقِيْمُ الإلٰهُ عِيالًا لـ(أَبْرَامَ) مِنْ حَجَرٍ؛
فهُوَ الآنَ يُهْوِي بِفَأْسٍ عَلَى رَحِمِ الشَّجَرَةْ!
وأَنا جِئْتُ، مِنْ ماءِ نارٍ، أُعَمِّدُكُمْ،
أَيُّها الكُمْهُ في لَيْلَةٍ تَقْتَفِي أَنْجُمًا غَدَرَةْ!
3
لَيْسَ بِالخُبْزِ يَحْيَا البَشَرْ
بَلْ بِخُبْزِ فَمِي،
وإِدامِ دَمٍ،
مِنْكُمُ مِثْلِ دِيْمِ المَطَرْ...
فهَلُمُّوا وَرَائِيَ،
أَجْعَلْكُمُ صائدِيْ الصَّائدِيْنَ،
كَبَدْوٍ تُرَوْنَ،
وتَلْبَسُكُمْ بِـيَدِيْ أَبْلَسَاتُ الحَضَرْ!
4
تَرِثُونَ الثَّرَى في الوَرَى،
تَرِثُونَ السَّماواتِ والآخِرَةْ!
أَنْتُمُ مِلْحُ أَرْضِي،
ولٰكِنْ إذا فَسَدَ المِلْحُ،
ما مِنْ طَعامٍ يُساغُ عَلَى شَفَةِ (السَّاهِرَةْ)!
5
أَنْتُمُ نُورُ عَالَـمِيَ المُشْتَهَى!
مَنْ تُرىٰ لا يَرىٰ؟!
مَنْ بِمَقْدُوْرِهِ أَنْ يُوَارِي بِأَهْدَابِهِ مُدُنًا في جِباهِ الجِبالْ؟!
وأَنا لُغَتِي؛
فإِلَى أَنْ تَزُولَ الشُّمُوسُ،
تَزُولَ النُّجُومُ،
فإنَّ حَرُوفَ بَيانِـيَ ما إِنْ لها زَلَّـةٌ،
ومُحالٌ بِأَنْ يَرتَدِيْها غُبارُ زَوالْ
لَنْ تَجِفَّ عَلَى نَسْجِها نُقْطَةٌ
لَنْ تُغادِرَ مِنْ نَسْقِها فاصِلَةْ
إِنَّ قامُوسَ هٰذا الثَّرَىٰ مِنْ رَحِيْقِ فَمِي شَهْدُهُ،
وخَيالِي الزُّلالْ!
اُذْكُروا:
قَبْلَ قَرْنٍ،
بَدا قَفْرُكُمْ- والَمَدَىٰ مِنْ مُدَىٰ فَقْرِكُمْ-
طاعِنًا فِـيْـهِ قَلْبَ المُحالْ!
وأَنا..
أَنا مَنْ غَيَّر الحالَ في الحالِ مِنْ بَعْدِ حالْ!
6
هَلْ سَمِعْتُمْ بِـ«عَهْدٍ قَدِيْمٍ» يُرَدِّدُ:
«عَيْنٌ بِعَيْنٍ، وسِنٌّ بِسِنٍّ»؟
هَنِيْئًا لِأَعْيُنِكُمْ، ولِأَسْنانِكُمْ!
ولَنا بِالدِّلاخِ بِبَيْدائكُمْ!
حَسَنًا..
شِرْعَةٌ، رُبَّما، عادِلَةْ!
شَرْقُ أَوْسَطِها شَمْسُهُ عَيْنُها مَائلَةْ!
إِنَّما أُرْسِلَتْ لَكُمُ وَحْدَكُمْ،
فعَلَيْكُمْ بِها،
لِتَفانَوا بِها،
طُغْمَةً غافِلَةْ!
...
خَبَرٌ عاجِلٌ:
ساعةُ الصِّفْرِ دَقَّتْ لإِنزالِ نِعْمَتِيَ النَّاسِخَةْ!
فانهضُوا، استقبِلوا نِعْمَتِـي!
كَيْفَ لا؟!
إِنَّها نِحْلَتِـي «الأَنْجُلُوسَكْسُنِـيَّـةُ»،
هٰذي الجَدِيْدَةُ والرَّاقِيَةْ:
لا تُقَاوِمْ يَدَ الشَّرِّ،
بَلْ مَنْ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ التَثَمَكْ،
فَلْتُحَوِّلْ لَهُ وَجْهَهُ شارِعًا واسِعَا!
مَنْ نَوَىٰ- إِنْ نَوَىٰ- أَنْ يُهاوِشَ ظِلَّكَ،
أو أَنْ يُرَاوِدَ طَلَّكَ،
فَاتْرُكْ لَهُ جَسَدًا عارِيًا مِنْ ثِيابِ الحَياةْ!
ولتُجَرِّعْ بَنِيْهِ سُلافَ الرَّدَى ناقِعَا!
ولِـمَنْ سَخَّرَكْ،
مِلِّمِتْرًا.. وحتَّى أَقَلَّ،
لِتَجْعَلْ قَرَاهُ أَتانًا تَدُوْرُ عَلَى ساقِيَةْ
طَبِّقُوا نِعْمَتِيْ تِلْكَ، يا سُفَراءَ الحَداثَةِ،
جُبُّوا قَدِيمًا عَقِيمًا،
لَنِعْمَ الإِلٰهُ، أَنا، شارِعًا بارِعَا!
7
أَمْ سَمِعْتُمْ بِـ«عَهْدٍ قَدِيْمٍ» يُنادِي:
«أَحِبَّ قَرِيبَكَ،
أَبْغِضْ عَدُوَّكَ!»؟
أَمَّا أَنا، فأَقُولُ لَكُمْ:
لا تُحِبَّ قَرِيْبَكَ!
إِنَّ الأَقارِبَ سُمُّ العَقارِبِ!
لا تُبْغِضِ المُعْتَدِي!
بَلْ عَلَيْكَ بِرَشْفِ دِمائكَ مِنْ راحَتَيْهْ!
ولْتُطَبِّعْ مَعَ القاتِلِيْكَ بِجَبْهَةِ سَوْأَتِكَ اللَّامِعَةْ!
ولْتُبارِكْ لَعائنَهُمْ فَوْقَ هامَةِ رَأْسِكَ؛
إِنَّ الهَوَانَ دِيانَتُكَ اليَوْمَ،
يا بَيْتَ كَعْبَتِهِ الرَّابِعَةْ!
8
لا لِكُرْهِ (الغُرَيْرِ النَّتِنْ)!
ولا لِثَقافَةِ كُرْهِ العَدُوِّ اللَّدُوْدْ!
لا..
ولا سِيَّما كُرْهِ (سَامٍ)،
وسامِيَّةِ (الخَزَرِ الأَشْكِنازِ)!
ولا لِكَراهَةِ (صِهْيَوْنَ)!
حِصْنِ (يَبُوْسَ)، وبَيْتِ الإلٰهِ الوَلُوْدْ!
واكْرَهُوا مَنْ تَشاءُ الشَّياهِيْنُ مِنْ بَعْدِها، لا قُيُوْدْ...
مَثَلًا:
لَكُمُ كُرْهُ (هِتْلَرَ)، ذِي المُنْتَزَى!..
واكْرَهُوا (الهُلُكُسْتَّ)، ورَاكِـبَها..
ولَكُمُ، مِنْحَةً غَضَّةً، فَوْقَها:
كُرْهُ (كَنْعانَ)،
أو كُرْهُ (يامٍ)،
و(حامٍ)،
و(يافِثَ)...
ذٰلِكَ حَقٌّ أَصِيْلٌ، وإِرْثٌ تَلِيْدٌ لِأَولادِكُمْ؛
أَ وَكُلُّ كَرِيمٍ كـ(حَاتِمِ طَيْ)؟!
أُسْوَةً بـ«الكِتابِ المُقَرْطَسِ» في سَلْسَبِيْلِ السُّلافِ،
فلَنْ تُنْبَزُوا بِالكَراهَةِ،
أو بِمُعاداةِ أَولادِ (نُوْحٍ)،
ولا بِمُنَاوَاةِ أَولادِ (هُوْدْ)!
9
اسمَعُوا، ولْتَعُوا!
هٰذهِ خُطْبَةٌ شَنَّها (قَسُّ بِنْ هِرْتِزِلْ):
«بإِبادَتِكُمْ: سنُبِيْدُ إِبادَتَنا لِليَهُوْدْ!»
لَيْسَ بُدٌّ مِنَ الأُضْحِياتِ بِعِيْدِ السُّجُوْدْ
لَيْسَ بُدٌّ؛
لِتَكْفِيْرِ ما اقْتَرَفَتْهُ يَدَا أَهْلِ (نَجْرَانَ)؛
إِذْ أَحْرَقُوا (ذا نُوَاسَ) البَرِيْءَ،
وجَيْشَ اليَهُوْدِ،
وإِذْ هُمْ عَلَى ما جَنَوْهُ هُناكَ شُهُوْدْ!
10
لا مَناصَ،
أَنا مَنْ أُحَدِّدُ أَعْداءَكُمْ!
لا خَلاصَ،
أَنا مَنْ أُحَدِّدُ أَحْبابَكُمْ!
لاوُجُوْدَ لَكُمْ، أَبدًا لا وُجُوْدْ
أَوْ أَكُوْنَ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ (أَنا) مِنْ (أَنا) نَفْسِكُمْ نَفْسِها،
نَسْلِكُمْ،
شَعْبِكُمْ،
أَرْضِكُمْ!
(أَنا)، وَحْدِيَ- ما مِنْ شَرِيْكٍ مَعِي-
رَبُّكُمْ، يا بَقايا ثَمُودْ!
11
وحَذارِيْ..
حَذارِيَ مِنْ إِثْمِ أَنْ
تَتَغَنُّوا بِغُصْنِ مُوَشَّحَةٍ مِنْ مُوَشَّحَتَيْنْ:
o أَوَّلًا- مِنْ مُوَشَّحَةٍ في مُقاوَمَةٍ لِليَهُوْدِيِّ
يَجْثُو عَلَى صَبْرِكُمْ!
ذاكَ وَعْدٌ لَهُ مِن مَواعِيْدِ (يَهْوَى/ أَدُوْنَايَ)،
مِنْ قَبْلِ أَنْ تُبْرَأَ الأَبْجَدِيَّاتُ والأَلْسِنَةْ!
مَنْ تَكُوْنُوْنَ حَتَّى تَرُدُّوا قَرَارًا لِـ(يَهْوَى)؟!
الْزَمُوا غَرْزَكُمْ!
o وأُحَذِّرُكُمْ- ثانيًا- مِنْ مُوَشَّحَةٍ في مُعاداةِ (سَامٍ)، وأَحْفادِهِ،
شَعْبِ ما بَيْنَ (قَزْوِيْنَ) و(الدَّرْدَنِيْلْ)!
12
أَعْذَبُ الدِّيْنِ أَكْذَبُهُ!
لا تَكُنْ (مُحْيِيَ الدِّيْنِ بِنْ عَرَبِي):
إنَّما الحُبُّ ضَرْبٌ مِنَ المَجْبَنَةْ!
لا تَكُنْ (مُحْيِيَ العَقْلِ بِنْ أَعْجَمِي):
إنَّما العَقْلُ ضَرْبٌ مِنَ المَسْكَنَةْ!
واتَّخِذْ بَيْنَ ذاكَ سَبِيْلَ الحَرَابيْ نَهارًا؛
فكُلُّ إلٰهٍ يُقِيْمُ عَلَيْها ضُحًى وَثَنَهْ!
...
وهُنَا كِذْبَةٌ عَذْبَةٌ، كشِفَاهِ الوُرُوْدْ:
سنُتَوِّجُهُمْ تاجَ (سَامِ بْنِ نُوْحٍ)،
وأَنْتُمْ نُتَوِّجُكُمْ بـ«شَتاتِ أَعارِيْبَ»،
طارَتْ بِنَخْلَتِهِمْ رِيْحُ (عَادٍ)،
وأَنَّى لِعَادٍ نَخِيْلٌ تَعُوْدْ!
رُفِعَتْ كُلُّ أَقْلامِ تاريخِكُمْ،
جَفَّتِ الصُّحْفُ والقارِئونْ!
وكذٰلكَ تَرْسِيْمُنا الدَّوْرَةَ الأَبَوِيَّةَ،
تُمْلـِيْ عَلى العُوْرِ، مِنْ (عَرَبِ العَارِ..بِيْنَ)،
وَثائقَ تَرْسِيْمِنا لِلحُدُوْدْ:
أَرْضُكُمْ أَرْضُنا،
وأَبُوْنا أَبُوْكُمْ،
ونَحْنُ بَنُوْ عَمِّكُمْ،
أَ وَلَيْسَ أَبونا جَمِيْعًا-
كما كَتَبَ الرَّبُّ في دَفْتَرِ الذِّكْرَياتِ-: اسْمُهُ (آدَمٌ)؟!
آدَمٌ رَحِمٌ بَيْنَنا، رُغْمَ أَنْفِ الحَسُوْدِ الكَنُوْدْ!
13
هٰكَذا.. هٰكَذا.. أو فلا..
زَوِّجِ الدِّيْنَ بِالعِرْقِ في قَلْبِ خَلَّاطَةٍ خَرَسانَيَّةٍ،
مِنْ صِناعَتِنا،
لِتَصُوْغَ غَمامَ الرُّعُوْدِ الوَعُوْدْ!
لِتُقِيْمَ عِمارَةَ تَكْوِيْنِ ما لا يَكُوْنْ!
لِتُذِيْبَ الشُّعُوْبَ،
مِنَ: (الرُّوْسِ)، لِـ(الهِنْدِ)، فـ(الحَبَشَةْ)
لِتَلُمَّ لُقَى «جِيْتُواتٍ»
ثَوَتْ بَيْنَ أَضْلاعِ (أُوْرُبَّةَ ابْنَتِ آجِيْنُرَاسَ) زَمانًا،
وإِذْ كانَ (لُبْنانُ) نَظَّارَتَها الأُنْثَوِيَّةَ،
في مُسْتَجَمِّ السِّياحَةِ في صَيْفِ أَحْلامِها المُدْهِشَةْ
هٰكَذا الكُلُّ في قَلْبِ خَلَّاطَةٍ،
مِنْ صِناعَتِنا،
دَمُهُمْ كُلُّهُمْ-
يا لِسُرْيالِيَاتِ السُّلالاتِ!-
مِنْ نَسْلِ (سامٍ، عَلَيْهِ المُدَامْ)!
14
أَيُّها العابِرُوْنَ مِنَ الغَرْبِ لِلشَّرْقِ،
للهِ دَرُّكُمُ!
فِيَّ جَدَّدْتُمُ دَرْبَ بَدْوٍ دَبَوْا، عابِرِيْنَ،
جَرادًا، مِنَ الشَّرْقِ لِلغَّرْبِ،
جِسْرًا قَدِيْمًا،
كجِسْرٍ جَدِيْدٍ لِأُمِّ البِكَارَاتِ، بِنْتِ (فِلَسْطِيْنَ)،
بِاسْمِ السَّماءْ!
ولَسَوْفَ تَزُفُّوْنَ،
أيَّتُها (العَرَبُ العَار..بَـةْ)،
«نَسْلَ سامٍ»، «بَنِيْ عَمِّكِمْ» هٰؤلاءِ، عَلى أُمِّكُمْ
فـ(زَرادِشْتُ) بِالبابِ،
مَأْذُوْنُكُمْ عُرْسَ هٰذا الـمَسَاءْ!
15
نَحْنُ نَكْتُبُ تارِيخَ أَوْلادِ (نُوْحٍ) بأَقلامِنا البابِلِيَّةِ،
نُوْنًا وحَاءْ!
وَفْقَ ما يَشْتَهِي نُوْحُنا الأَشْقَرُ الأَطْلَسِي!
وكَما تَقْتَضِي خُطَّةُ الإخْوَةِ «الحُلَفَاءْ»
لِيُكَفِّرَ (قابِيْلُ)،
عَنْ قَتْلِ (هابِيْلَ)، Germany in!
زُبْدَةُ الـمَلْحَمَةْ:
دَمُ (إِسْحَاقَ) لا يَفْتدِيْهِ سِوَىٰ رَأْسِ ذِبْحٍ عَظِيْمْ
أَيُّ ذِبْحٍ سيَفْدِيْهِ خَيْرٌ مِنِ ابْنٍ يَتِيْمْ
غَرَسَتْ فِيْهِ (هاجَرُ) آمالَها الزَّمْزَمِيَّةَ؟!...
فَلْتَتَّقُوا الرَّبَّ، لا تَكْفُرُوا!
فأَوامِرُ رَبِّ الجُنُوْدْ:
رَبَّةُ الجُنْدِ في مَلْحَماتِ الوُجُوْدْ!
16
ثُمَّ إِنِّـي لَآمُرُكُمْ:
أَنْ تُصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِيْنَ اخْتِصاصُهُمُ الجامِعِيُّ:
بِأَنْ يَنْحَتُوا أَثْلَةَ الأَنْبِيَاءْ
أَنْ تُصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِيْنَ
بِجَرَّافَةِ الوَعْيِ يَقْتَحِمُوْنَ كِتابَ السَّماءْ
وبِأَعْيُنِ أَطْفالِكُمْ،
يَشْنُقُوْنَ النَّخِيْلَ صَباحًا بِأَرْجُلِها،
يَصْلُبُوْنَ مَساءً بـ(يافا) نُهُوْدَ النِّسَاءْ
فَوْقَ زَيْتُوْنِ تارِيْخِ ثَوْراتِكُمْ
يا لَزَيْتُوْنِ ثَوْراتِكُمْ!
مُنْذُ ما قَبْلَ تارِيْخِ تارِيْخِ تَوْراتِهِمْ
لِتُصَلُّوا عَلَيْهِمْ كَثيرًا؛
فإِنَّ الصَّلاةَ لَـهُمْ سَكَنٌ مِنْ حَرِيْقْ!
ولْتُصَلُّوا عَلَيْهِمْ طَوِيْلًا؛
فإِنَّ الصَّلاةَ يَفِيْءُ صَلاها،
يُدَفِّئُ بَيْتِي العَتِيْقْ!
17
الصَّلاةَ الصَّلاةَ!
السَّلامَ السَّلامَ دَوامًا عَلَى الزُّرْقِ يَنْتَهِكُوْنَ البِلادَ،
الَّتِي باركَ اللهُ-
وَفْقَ ثَرِيْدِ أَساطِيْرِكُمْ- حَوْلَها!...
بارِكُوْهُمْ،
وهُمْ يَطْرُدُوْنَ الأَجِنَّةَ- في حَمْلَةٍ- مِنْ بُطُوْنِ الحَوامِلِ!
يَنْتَزِعُوْنَ النِّسَاءَ مِنَ الدُّوْرِ،
دُوْرِ أَبِيْكُمْ:
مِنَ (القُدْسِ)،
مِنْ (دَيْرِ ياسِيْنَ)،
مِنْ (بَيْتِ لَـحْمٍ)،
مِنَ (النَّاصِرَةْ)!
عَصْرَ لا (مَرْيَمَ) استَبْشَرَتْ بِـ(يَسُوْعَ)،
ولا أُمَّ عُقْمٍ بِهِ طاهِرَةْ!
بارِكُوْهُمْ لِكَي تُصْبِحُوا لِأَبِيْكُمْ بَنِيْنَ كِرامًا،
أَبَرَّ البَنِيْنَ بِـ(واشُنْطُنِ) العاصِمَةْ!
إِنَّهُ مُشْرِقٌ شَمْسَهُ أَبَدًا فَوْقَ أَثْدَاءِ مَمْلَكَتِهْ
فَوْقَ عِطْرِ ضَفائرِها
وهْوَ- بَيْنَاهُ يُمْطِرُ نارًا عَلَى النُّوْرِ في مُسْتَكَنِّ الضَّمائرِ-
يُمْطِرُ مَنًّا وسَلْوىٰ عَلَى الظُّلُماتِ،
تَرِفُّ خَفافِيْشَ في سَهْرَةٍ «دُبْلُماسِيَّةٍ» حالِـمَةْ!
18
أَ تُرَاكُمْ إِذا لَمْ تُحِبُّوا سِوَى مَنْ يُحِبُّونَكُمْ،
أَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟
أَفلَيْسَ كَذٰلِكُمُ يَفْعَلُ اللُّؤَماءْ؟!
أَمْ تُرَاكُمْ إِذا خُضْتُمُ في دِماءِ أَعادِيْكُمُ،
أَيُّ بِرِّ لَكُمْ؟!
أَفلَيْسَ كَذٰلِكُمُ تَفْعَلُ الخُنْفُسَاءْ؟!
وَلَئِنْ كانَ سَلْمُكُمُ مَعَ إِخْوَتِكُمْ لا سِواهُمْ/
ومَنْ سالَـمُوْكُمْ،
ولَيْسَ مَعَ النَّاكِحِيْ أَرْضِكُمْ،
أو مَعَ السَّافِحِيْ عَرْضِكُمْ،
أَيُّ فَضْلٍ هُنَاكَ اصْطَنَعْتُمْ، إِذَنْ؟!
أَ فلَيْسَ كَذٰلِكُمُ يَفْعَلُ السُّفَهَاءْ؟!
فَلْتَكُوْنُوا، بِغَيْر مُنافَسَةٍ، طَيِّبِينْ!
وعَلَى مِلَّتِي، كالدُّمَى، كَامِلِينْ!
مِثْلما أَنَّ هٰذا أَبَاكُمْ، بِكَهْفِ البَياضِ،
احْتَبَى حَتْفَكُمْ كامِلًا كامِلا!
...
واحفَظُوا آيَتِيْ، يَوْمَ تَهْطِلُ وَحْيًا مُبِيْنْ:
...فأَبُوْكَ الَّذِي فِي الخَفَاءِ يَرَى؛
سيُجَازِي عَلَانِيَةً عَبْدَهُ؛
لِتَكُنْ فِي السَّمَاءِ مَشِيْئَتُهُ،
مِثْلَما هِيَ في الأَرْضِ مُذْ أَزَلِ الآزِلِيْنْ!
...
قِيْلَ: إِنَّ صَدًى زَلْزَلَ الصُّمَّ بالسَّامِعِيْنْ:
- كانَ ذٰلِكَ مُنْذُ انْهَزَمْنا،
فبِعْنا لِعَيْنَيْهِ نُوْرَ العُيْوْنْ!
وسَجَدْنا.. اقتَرَبْنا.. ابْتَهَلَنا:
فِدَاهُ النُّفُوْسُ جَمِيْعًا،
سِوَى حَقِّهِ باطِلٌ يَدَّعِيْ باطِلا!
19
أَعْطِنَا خُبْزَنَا،
وكَفَافًا، نَعِشْ يَوْمَنا!
أو
فلا تُعْطِنا!
نَحْنُ راضونَ بالحُبِّ، يا رَبَّنا!
قُلْتَ:
لا تَكْنُزُوا لَكُمُ أَيَّ كَنْزٍ عَلَى أَرْضِكُمْ،
أو بأَحشائها،
حَيْثُ يُفْسِدُهُ السُّوسُ والصَّدَأُ
السَّارِقُونَ-
ومهما يَكُنْ قَفْلُكُمْ،
أو يَكُنْ كَنْزُكُمْ في بُرُوْجٍ مُشَيَّدَةٍ-
يَنْقُبُونَ الجِدارَ عَلَيْهِ، ويَسْتَرِقُونْ!
لا..
ولَاكِ اكْنُزُوا، كَنْزَ أَعمارِكُمُ،
في ثَرَى أَرْضِ عَمِّكُمُ (سامَ)،
تِلْكَ الَّتي احتَلَّها عُصْبَةٌ مِنْ (هُنُوْدْ)!
ثُمَّ حَرَّرَها..
مِثْلَما حَرَّرَتْ (أَرْضَ كَنْعانَ) مِنْ أَهْلِها
عُصْبَةٌ مِنْ (يَهُوْدْ)!
وكما حاولَ الحُلَفاءُ الحُفاةُ-
ازْدِلافًا لِبَيْتِ أَبِيْنا بِـ(صِهْيَوْنَ)-
طَمْسَ «فِلَسْطِيْنَ»،
مِنْ كُتُبِ الأَوَّلِيْنَ ومِنْ كُتُبِ الآخِرِيْنْ!
وسَعَوا سَعْيَهُمْ،
فعَلَيْهِمْ مِنَ الرَّبِّ ما يَستَحِقُّ الزَّنادِقَةُ المُخْلِصُونْ!
عُمَلاءَ، لِيَخْلُوا لَـهُمْ ثَمَّ وَجْهُ أَبِيهُمْ،
وكَيْما يَكُونُوا هُنالِكَ مِن بَعْدِها صِبْيَةً صالِـحِينْ!
إِنَّهُ رَبُّهُمْ،
هُوَ يَقْلِبُ تاريخَ أَوْطانِهِمْ،
يَقْلِبُ الأَرْضَ، إِنْ شاءَ، رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ!
فلَنِعْمَ القَوِيُّ ونِعْمَ الأَمِينْ!
فهُناكَ اكْنِزُوا عِنْدَهُ دِيْنَ آبائكُمْ،
حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ السُّوسُ كَنْزَكُمُ،
حَيْثُ لا صَدَأٌ يَعْتَرِي،
حَيْثُ لا يَنْقُبُ النَّاقِبُونَ،
ولا يَسْرِقُ السَّارِقُونْ!
20
واحفَظُوا آيَـتِـيْ الجامِعَةْ:
أَيْنَ مَهْوَىٰ الكُنُوزِ؟
هُنَالِكَ مَهْوَىٰ القُلُوبِ.
ومِنْ أَيِّ شيءٍ تَخافُونَ؟
هَلْ بَيْنَنا، مِثْلَكُمْ، أُمَّةٌ مِنْ صَعالِكَةٍ،
حُزْنُهُمْ وَحْدَهُ يَكْنِزُونْ؟!
21
قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ الَّذي قالَ:
إِنَّ السِّرَاجَ هُوَ العَيْنُ؛
إِنْ كَانَتِ العَيْنُ ساجِيَةً بارِدَةْ،
فالهُيُولَى جَمِيعًا تَدُوْرُ كَنَجْمِ الفَلَقْ!
وإِذا كَانَتِ العَيْنُ مِنْ جَمْرَةٍ واقِدَةْ،
فالهُيُولَى جَمِيعًا تَذُوْبُ كَكُحْلِ الغَسَقْ!
فَإِذا كانَ ما فِيْكَ مِنْ نَجْمَةٍ كُلُّهُ فَحْمَةً،
فَالظَّلَامُ، إِذَنْ، كَمْ يَكُونْ؟!
كَمْ وكَمْ في دُجاهُ البَهِيْمِ احْتَرَقْ؟!
22
قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ الَّذي قالَ:
لا تَحْفَلُوا لِـحَياتِكُمُ؛
ما الَّذي تَأْكُلُونَ؟
ومَا تَشْرَبُونْ؟
وبِأَجْسَادِكُمْ،
ما الَّذي تَلْبَسُونْ؟
ها طُيُورُ السَّماءِ..
اُنْظُرُوا:
إِنَّهَا لا زِراعَةَ تَزْرَعُ، لا مَزْرَعَةْ
لا حَصادَ،
ولا تَجْمَعُ القَمْحَ في صَوْمَعَةْ
وأَبُوها السَّمَاوِيُّ مِنْ كَفِّهِ قاتَها؛
وهْيَ مِنْ كَفِّهِ مُتْرَعَةْ!
23
أَ وَلَسْتُمْ تَرَوْنَ الزَّنَابِقَ في الحَقْلِ،
وهْيَ بِلا تَعَبٍ،
وبِلا غَزْلِ ما تَكْتَسِي،
تَكْتَسِي عُرْسَ فِرْدَوْسِها؟
بَلْ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّهُ، لا (سُلَيْمَانَ)، في مَجْدِهِ كُلِّهِ،
كَانَ يَلْبَسُ مِثْلَ الزَّنابِقِ في حَقْلِها!
...
هٰذِهِ كُلُّها ستُزَادُ لَكُمْ:
لا غَدٌ في غَدٍ،
مِثْلَما لَمْ يَكُنْ أَمْسُهُ،
أَنا شَمْسُ الزَّمانِ..
أَنا شَمْسُهُ، وأَنا ظِلُّها!
24
قُلْ أَعُوْذُ بِمَنْ خَطَّ في كَتِفِ البارِحَةْ:
لا تَدِينُوا لِكَيْ لا تُدَانُوا،
لأَنَّكُمُ، وبِكَيْلِكُمُ، سيُكَالُ لَكُمْ!
فلِمَاذا تَرَى، يا ابْنَ آدَمَ، ما لا يُرَى مِنْ قَذًى في العُيُونِ،
ولَسْتَ تَـرَى:
كَمْ بِعَيْنِكَ مِنْ باخِرَةْ
تَتَرَنَّحُ في بَحْرِها جانِحَةْ؟!
25
وأَعُوْذُ بِمَنْ صاغَ، في لَقْطَةٍ صاعِقَةْ:
أَيُّها النَّاسُ، لا تَـمْنَحُوا القُدْسَ أَوْلادَ تِلْكَ الكِلابِ،
ولا تَطْرَحُوا لِلخَنَازِيرِ دُرَّ القُلوبِ،
لِئَلَّا تَدُوْسَ كِتابَكُمُ،
ثُمَّ تَلْتَفِتُ، اللَّفْتَةَ الماحِقَةْ
فتُمَزِّقَكُمْ كُلَّكُمْ: عاشِقًا، عاشِقَةْ!
26
وأَعُوْذُ بِمَنْ باحَ مِنْ عَرْشِ سُلْطانِهِ:
اِسْأَلُوا، لِتُجابُوا!
اُطْلُبُوا، تَجِدُوا!
اِقْرَعُوا البابَ، يُفْتَحْ لَكُمْ!
أَ إِذَا سَأَلَ ابْنٌ أَباهُ رَغِيْفًا،
سيُعْطِي لَهُ حَجَرًا؟!
أَمْ إِذا سَأَلَ الطِّفْلُ يَوْمًا أَباهُ:
- أَيا أَبَـتِـي، أَعْطِـنِـي سَمَكَةْ!
أَتُـرَاهُ سيُعْطِـي لَهُ حَيَّةً؟!
ذاكَ قاموسُ نامُوسِكُمْ،
تِلْكَ مَدْرَسَةُ الأَنْبِيَاءِ،
ومَنْ ذا يَزِيْغُ،
فقَدْ باتَ دَرَّاجَةً لِتَمارينِ شَيْطانِهِ!
27
اُدْخُلُوا بابَكُمْ سُجَّدَا!
اُدْخُلُوا كُلَّ سَمِّ خِياطٍ؛
فإِنَّ الطَّرِيقَ البَراحَ طَرِيْقٌ إلى الهاوِيَةْ!
وكَثِيرُونَ مِنْكُمْ إِلَيها انْهَوَوا؛
إِذْ تَعاطَوا نَسِيْـمًا عَزِيْزًا عَلَى شُمِّ آنافِهِمْ،
وتَسَامَوا سُدَى!
فتَسامَوا إلى قاعِ بِئْرٍ، تَؤُجُّ لَظًى، حامِيَةْ!
28
اِحْذَرُوا الأَنْبِيَاءَ؛
فأَكْثَرُهُمْ كَذَبَةْ!
مِنْ ثِمَارِهِمُ يُعْرَفُونْ
فاعْرِفُوْنِـي، أَنا، صَمَدًا!
أَنا خَتْمُ السَّماءِ،
وتَوْقِيْعُها،
أَنا ثَلْجُ الصَّبَاحِ اليَقِيْنْ!
29
في البِلادِ اذْهَبُوا!
وكَمَا آمَنَتْ راحُكُمْ،
سَيَكُوْنُ لَكُمْ كَسْبُها،
فاذْهَبُوا واكْسَبُوا!
30
اِتْبَعُونِي،
دَعُوا المَيِّتِيْنَ لِكَيْ يَدْفِنُوا مَوْتَهُمْ وَحْدَهُمْ والحَياةْ!
اِتْبَعُوا رايَـتِـي،
نَحْوَ يَنْبُوْعِ فَجْرِ النَّجاةْ
فأَنا في عُيُوْنِ المِـياهِ المِـياهْ!
31
الحَصَادُ كَثِيرٌ
ولٰكِنْ قَلِيْلٌ هُمُ الفَعَلَةْ!
فابْدَؤُوا مِنْ خِتامِ السُّرَى أَوَّلَهْ!
32
هَا أَنَا مُرْسِلٌ مِنْكُمُ غَنَما
سارِحًا في جُيُوْشِ ذِئَابٍ؛
فَكُوْنُوا كَحَيَّاتِ رَمْلٍ،
تَكُوْنُوا كَذا حُكَماءَ،
وكُوْنُوا عَلَى كَتِفَيْ كُلِّ طِفْلٍ يَتِيْمٍ،
حَمامَ الحِمَى!
33
الَّذِي قُلْتُه لَكُمُ في بَكِيْمِ الظَّلامِ،
تَقُوْلُوْنَهُ في النَّهارِ الفَصِيْحْ!
والَّذِي تَسْمَعُونَهُ في الأُذْنِ،
نادُوا بِهِ قاصِفًا في سَماءِ السُّطُوْحْ!
34
إِنَّ أَعْدَاءَ كُلِّ امْرِئٍ أَهْلُ بَيْتِهِ؛
فاعْتَبِرُوا!
اُقْتُلُوا في سَبِيْلِـيَ أَنْفُسَكُمْ؛
فَبِغَيْرِيَ لا تَحْلُمُوا،
وبِغَيْرِيَ لا تَطْمَحُوا،
كاذِبٌ مَنْ أَراقَ على وَجْهِكُمْ حِبْرَهُ، كاتِبًا:
«انْهَضُوا ثَوْرَةً،
لَيْسَ بُدٌّ بأَنْ تُهْزَمُوا ثُمَّ تَنْتَصِرُوا!»
35
أَنْتَ لَسْتَ مَعِي؟
أَنْتَ، حَتْـمًا، عَلَيْ!
إِنَّ مَنْ لَيْسَ يَجْمَعُ في سَلَّتِـي،
هُوَ، قَطْعًا، يُفَرِّقُ مَحْصُولَها!
اُكْتُبُوا فَوْقَ جَبْهَتِهِ:
«اسمُ هٰذا: (شَبِيْبٌ)،
وشُهْرَتُهُ: (الخارِجِي)!»...
غَيْرَ أَنْ لا خُرُوْجَ لَهُ- في النِّهايَةِ- إِلَّا إِلَـيْ!
36
افْهَمُوا:
احْتَرِزُوا مِنْ خَـمِيْرِ العَرَبْ!
بَدْوِهِمْ، والحَضَرْ!
مُسْلِمِيْهِمْ، نَصاراهُمُ، واليَهُوْدْ!
والأَعاجِمَ، إِنْ أَسْلَمُوا!
إِنَّ قُطْعانَهُمْ سَتُقَوِّضُ مَمْلَكَتِي العالَـمِيَّةَ،
فاخْتَتِنُوا مِنْهُمُ، غُرْلَةً غُرْلَةً
واتَّقُوا قُرْبَهُمْ،
كاتِّقَاءِ الصِّحِيْحِ الجَرَبْ!
37
مَنْ أَرَادَ الخَلاصَ لِنَفْسِهِ،
فَلْيَأْتَسِرْها!
ومَنْ يَأْتَسِرْ نَفْسَهُ في سَبِيْلِـي،
لَسَوْفَ يُحَرِّرُها، بازِيًا في سَمائي يَحُوْمْ!
مَا انْتِفَاعُ الفَتَى يَرْبَحُ العَالَـمِيْنَ
وقَدْ خَسِرَ، ابْنُ الزِّنَى، نَفْسَهُ، مُذْ دَعا أُمَّهُ أو أَباهْ؟!
ولَـخَيْرٌ لَهُ لَوْ يُعَلَّقُ في عُنْقِهِ حَجَرٌ كَـ(زُحَلْ)
ثُمَّ يُغْرَقُ في لُجـَّةِ الكَوْنِ،
مُنْذُ انْفِجارِ الوُجُوْدِ العَظِيْمْ!
38
أُوْرُشَلِيْمُ،
أَيَا أُوْرُشَلِيْمْ!
أُوْرُشَلِيْمُ، أَ آكِلَةَ الأَنْبِيَاءِ،
وشارِبَةَ المُرْسَلِيْنْ!
طالَما رَسَمَتْ خُطَطِـي فَجْرَ تَدْجِيْنِ أَوْلادِكِ الكَفَرَةْ
كالدَّجاجَةِ تَجْمَعُ أَفْراخَها تَحْتَ جانِحَتَي قَلْبِها،
فَرَسَمْتِ مَسارَكِ عَكْسَ اتِّجاهِ المَسَارِ؛
رَسَمْتِ مَسارَكِ نَحْوَ (العِراقِ)،
وبِعْتِ لِـ(بُخْتِنْصَرٍ) شَرَفَ الرَّبِّ،
رَبِّ الجُنُوْدِ، (Jehovah)، يا سُوْرَةَ البَقَرَةْ!
لِتَظَلَّ عُجُوْلُكِ مِنْ مَذْبَحٍ وإلى مَسْلَخٍ؛
فَهْيَ مِنْ نَكَباتٍ إلى نَكَباتٍ،
طَمَتْ، فطَغَتْ،
فَوْقَ ما (عابِرٌ) جَدُّها عَبَرَهْ!
39
اكْتُبِـي بِدَمِ الطَّمْثِ فَوْقَ ثَيابِ الزَّمانِ،
على قُبَّعَاتِ قُلُنْسُوَتِهْ:
حَيْثُـمَا تَقَعُ الجُثَّةُ النَّافِقَةْ
فَهُنَاكَ النُّسُوْرُ تَحُوْمُ،
هُنَاكَ يَكُوْنُ البُكَاءُ،
يَكُوْنُ صَرِيْرُ السُّنُوْنِ،
عَلَى ما مَضَى،
في مَهاوِيْ قِلاعِ السِّنِيْنِ،
وإِنْ أَسْكَرَتْها الرُّؤَى الشَّاهِقَةْ!
40
قَسَمًا.. قَسَمًا، سَأُمَيِّزُكُمْ، واحِدًا واحِدًا،
مِثْلَ رَاعٍ يُمَيِّزُ بَيْنَ الخِرَافِ وبَيْنَ الجِدَاءْ!
فالَّذِي غُمِسَتْ يَدُهُ في الإِناءْ
قَبْلَ يُسْلِمُنِـي،
أَنا أَغْمِسُهُ في إِناءِ الفَناءْ!
41
أَبَدًا، لَنْ أَصِيْحَ:
ثِيَابِيْ هُنا اقْتَسَمُوا بَيْنَهُمْ!
ولِبَاسِيْ هُناكَ عَلَيهِ جَرَتْ قُرْعَةٌ!
لَنْ.. ولَنْ..
بَلْ أَقُوْلُ، ولا أَنْتَظِرْ:
الَّذِي يَنْتَضِي سَيْفَهُ،
رُوْحَهُ يَنْتَضِي أَوَّلًا،
ما لَها مِنْ مَفَرْ!
42
رَنِّمُوا، وارقُصُوا، يا أُصَيْحابِيَةْ:
حَجَرٌ كانَ يَرْفُضُهُ كُلُّ بَانٍ،
هُوَ الآنَ قَدْ صَارَ رَأْسًا لِزَاوِيَةِ الزَّاوِيَةْ!
إِنْ تَسَلْ: مَنْ أَنا؟
أَنا رَأْسٌ لِكُلِّ الزَّوَايا،
أَنا هَنْدَسَاتُ الشُّعُوْبِ
الَّتي بُنِيَتْ مِنْ خَوَاءٍ،
عَلَى بَعْضِ ذاكِرَةٍ،
(أَلْزَهَيْمَرُ) عاثَ بِهامتِها الخاوِيَةْ!
43
دُوْنَكُمْ غُرَرًا من رَسائلِ (بُوْلُسَ)،
بُوْلُسَ هٰذا الزَّمانِ الزَّنِيْمِ،
بإِنْجِيْلِهِ المُفْتَرِسْ!
... ... ...
باسْمِ آبائهِ كُلِّهِمْ،
باسْمِ أَبْنَائهِ كُلِّهِمْ،
واسْمِ أَرْوَاحِهِ كُلِّها،
جاء يَكْرِزُها بَيْنَنا،
في كنائسِنا،
في مساجِدِنا،
ماهِرًا نَبْضَها بِالحُرُوْفِ الأُوَلْ
... ... ...
اِسْمُ حَضْرَتِهِ المارِقَةْ:
(شَاوَلُ الطَّرْسُسِيُّ اليَهُوْدِيُّ).
حِرْفَتُهُ:
سَمْكَرِيٌ، «يُوَضِّبُ» دِيْنًا فَطِيْرًا،
شَبِيْهًا بِلِحْيَـتِهِ في تَحَوُّلِ أَحْوالِـها المُلْتَبِسْ!
... ... ...
عاشَ رُوْحُ القُدُسْ!
ماتَ رُوْحُ القُدُسْ!
ماتَ رُوْحُ القُدُسْ!
عاشَ رُوْحُ القُدُسْ!
... ... ...
والسَّلامُ عَلى تابِـعِي نَجْمَةٍ،
نَحْوَ لَيْلٍ بَهِيْمٍ،
وما إِنْ لِصُبْحِهِمُ،
بَعْدَ بُعْدِ السُّرَى،
نَفَسٌ،
لا..
ولا شِبْـهُ (نُوْنِ) «نَفَسْ»!
...
لا..
ولا شِبْـهُ (نُوْنِ) «نَفَسْ»!
أ.د/ عبدالله بن أحمد الفَيفي
كان ولا زال التاريخ ينحت في خيالي عشقا،أصنع منه دوائر تلتقي بين الشرق والغرب وأضع له يولا تلتقي بالحاضر.مضت سنوات طويلة قبل أن تعود قبلتي للشرق لا للغرب،زرت لبنان ووقفت أتأمل سهل البقاع وآثار بعلبك،ومر الزمان وأنا أحلم بأهرامات مصر والحضارة الفرعونية،عندما كتبت قصيدتي حول إيزيس ومطلعها :في حلمي الغريب سألت إيزيسلو عدت يوما وفي معبدك أسماء من ديوان: ذيول الذكرياتكان يسكن خيالي،حكايات من ضفاف النيل، فقد أثارت مشاعري قصص من أرض طيبة ،خصوصا وأنا أعجب بنساء عبرن التاريخ بأوسمة المجد والعظمة،وكيف لا ترسلني الدهشة إلى وادي الملوك وإلى جبل الجرنة حيث معبد حتشبسوت الملكة وخيالي يصنع هالة لملكة بلباس الذكر وقد قذفت التاريخ بأحجار تشهد على العظمة والحكمة والذكاء.كانت بداية الرحلة مع أفراد من عائلتي،من مطار الدار البيضاء في أول ساعة من يوم 2 فبراير لزيارة مصر.وصلنا للقاهرة مع الصباح الباكر وكان الجو رائعا تهب فيه نسمات تبشر بالربيع،مرت ساعات السفر بالطائرة وقد اختلط لدي فيها رغبة السفر وتلاحق الأفكار وأنا أربط بين التاريخ الفرعوني واللباس الخاص بالعروس المغربية بقلاداته وغطاء مخطط على غرار الفرعون توت عنخ آمون! كانت الأفكار تعبرلتمتد بين حضارة فرعونية وثقافة آمازيغية تربط بين كليوباترا وبرابرة المغرب؟كنت قد عقدت موعدا للتسجيل المباشر في قناة ثقافية مصرية مع الأستاذ محمد عامر،ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ! موعد السفر المعلن عنه كان هو فاتح فبراير والتسجيل هو بتاريخ2 فبراير ولكن السفر لم يتم سوى في التاني من فبراير.حطت الطائرة ولاقينا كل ترحاب ومعاملة طيبة بالمطار ووجدنا مبعوث الوكالة ينتظرنا،وبعد استلام الحقائب توجهنا لفندق هلتون هيلوبوليس،بعد استلام الغرف وتناول وجبة الفطور،أخذتنا الحافلة الصغيرة الخاصة بنا مع المرشد المكلف بتأطير الزيارات في مصر،بدأنا أول مسيرة في برنامج الرحلة،في شارع صلاح سليم ويبلغ طوله38 كلم وهو عقيد سابق بالجيش قديما وهو من جهز أول فرقة عسكرية بمجهود شخصي من أجل فلسطين.....مررنا بقصور منها ما يرجع للعهد العثماني ومنها ماهو بالطابع الأنجليزي إبان السيطرة البريطانية وعلى اليسار كانت المقابر بشكلها القديم وبالطابع المصري وكأنها من بيوتات مصر القديمة،وقد شد انتباهي تلك القناطر المتقاطعة ذات الطابع الأنجليزي وقد شاهدت ما يماثل بعضها على نهر التايمز بلندن.كنا نتجه لحديقة الأزهر حيث سنتاول وجبة الغذاء.يشد الانتباه عدم التجانس بين الأحياء الراقية والأحياء القديمة من خلال النظر عبر نوافذ الحافلة،وقد تراءت الأهرام من مسافة جد بعيدة. حاذينا سورا يعلو وينخفض ولمسافة جد طويلة ويصل إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي وهو قناة للمياه التي كانت تسري مياهها لتزود القلعة بالماء! وتذكرت أنابيب السلوقية التي كانت تمتد في مكناس من داخل قصبة هدراش مرورا ببرج الماء لتخزين المياه في صهاريج أرضية تاريخية في عاصمة المولى إسماعيل، وللعلم كان مهندس القلعة هو بهاء الدين قرقوش.وصلنا حديقة الأزهر وكانت شاسعة المساحة وقوبلنا بترحاب وعوملنا مثل باقي المصريين من حيث قانون الزيارة وحبذت هذه القوانيت التي تسوي العرب مع المواطنين العرب. هذه الحديقة كانت مطرحا كبيرا للأزبال وحولت لحديقة كبيرة رائعة وبها منتدى سياحي وتطل على منظر بانورامي للقاهرة.
لطيفة الغراس
عندما قرأت تقديم الرواية،وجدت أن الكاتبة امرأة تحاول مقاومة الظلم بأنواعه،في عالم الاغتراب وبنوع من التحدي.
وعند القراءة لا بد أن نربط عالم الرواية من خلال سياق اجتماعي وفكري للمرأة المغربية المناضلة.أحلام من المحيط هي أحلام نساء ضخم الإعلام في مخيلتهن حلم الهجرة نحو الأفضل،في مسيرة بحث عن الجنة الموعودة ! هي سيرة نساء يجمع بينهن الانتماء للمغرب،وكلهن واجهن إحباطا وصدمات غيرت مسيرتهن.
مشاكل الغربة والمتعلقة بالواقع الاجتماعي وضغوطات الأعراف،وضيق ذات اليد،مع بلورة تأثير العنف المعنوي والمادي في مجتمع يقوده العرف ويشجع الفكر الذكوري المتسلط،بعنفه وتطرفه.عندما تضع الكاتبة تحت المجهر واقع بلاد المهجر بالغرب والذي يتمتع بهالة حقوق الإنسان،تجد العنف هو نفسه…
وتشرح هند صنعاني هذا الواقع وتجد أمامها الباب المغلق الذي لا يمكن لقوانين الغرب أن تكسرها،فحلم الضعفاء يرتبط بدواخلهم،بالموروث من تقاليدهم وهم يعيشون في كيطوهات حملت معها هذه الأعراف،وهم في هذا التقارب السكني المهمش أحيانا في بلاد المهجر،كأنهم يبحثون عمن يدفع عنهم وحشة الاغتراب ويقيهم قسوة البرد بكل معانيه المادية والمعنوية.
وهكذا تتجمع الأقليات المهاجرة في دوائر مغلقة وكل مهاجر يحمل الإناء الذي كان يغرف منه ببلده،لبلد الإقامة الجديد،فتضيق السبل ويبقى السؤال : هل هو القدر أم سوء التقدير والاختيار عند حلم الهجرة ؟
ويستمر تكريس العنف بكل أنواعه المادي والمعنوي.
الرواية صرخة ضد العنف وضد الاغتراب،وحتى عندما تختار الأنثى الهجرة لبلد عربي،تجد نفسها كالفراشة تحترق بالنور الذي عشقته، وتفقد المغتربة بوصلتها،فلكل بلد قوانينه وأعرافه رغم توحد العرق والدين،والخطأ هو في تصورها للعنف الذكوري…
الكاتبة من خلال السرد ترى أن البحث عن الاستقرار والحماية يكمن في الزواج ويكون التسرع في عقد زيجات فاشلة تضيف مشاكل أخرى وتخلق المزيد من المعاناة.الرواية حكايات لنساء مورس عليهن العنف وأفضى لنهايات مأساوية،في ظل واقع يفتقد الحماية الاجتماعية والقانونية.
وطالما تكسرت الأحلام على أرض الواقع،ومع ذلك فهل يمكن أن نحرم الإنسان من حق الحلم؟ومن حق الرغبة في التغيير؟
وحتى الذكور في ممارستهم للعنف ،لا يعلمون أن وراء ذلك الإرث النفسي والاجتماعي الذي ينتقل عبر التربية وعبر الأجيال،وكذلك لضعف مدونة القوانين التي تحد من الظاهرة،وشيوع الأمية والجهل.
الرواية تحمل أ نينا نقلته لنا الكاتبة بلغة حزينة،وأنهته بدعوة العودة للوطن حتى لا يتحول الحلم لكوابيس…!
Copyright © 2022 hamassates - Tous droits réservés.
المديرة و رئيسة التحرير : الشاعرة والكاتبة لطيفة الغراس